حيرتونا… تبون عمائم أو لا؟

photo39956132750535191

وسام السبع

في المجمل، لستُ مع انخراط طلبة العلوم الدينية أو «رجال الدين» في الشأن السياسي، فدورهم الحقيقي يتمثل في رفع الوعي الديني الصحيح لعامة الناس، ونشر قيم التسامح والفضيلة التي تدعو لها كل الأديان قاطبة، لكني في المقابل ضدَّ سلبهم الحرية في الاشتغال بالعمل السياسي أو الانخراط في الجمعيات السياسية؛ فرجل الدين قبل كل شيء مواطن، و»العمامة» سواءً كانت من «الأزهر الشريف» أم من»قم المقدسة» لا تُسقط حقَّه في التمتع بحقوق المواطن العادي.

والخيارات التي يذهب إليها رجل الدين، مثله مثل أي مواطن آخر هي خيارات تُعبر عنه، ولا تُمثل أحداً إلا بمقدار اقترابها من نبض الشارع ورأي الناس، وهذا أمر ليس حكراً على أحد من الناس، سواءً ارتدى العمامة أو»الغترة» أو بقي حاسر الرأس.

مناسبة هذا الكلام هو إقرار مجلس النواب في جلسته يوم الثلثاء الماضي (17 مايو/ أيار 2016)، تعديلاً قانونيّاً على قانون الجمعيات السياسية يقضي بأن «لا يجمع العضو بين الانتماء للجمعية واعتلاء المنبر الديني، أو الاشتغال بالوعظ والإرشاد والخطابة ولو بدون أجر، وفي جميع الأحوال لا يجوز الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي».

استمر في القراءة “حيرتونا… تبون عمائم أو لا؟”

الذاهبون… ولم يعودوا!

illegal-immigration
 وسام السبع

كما أن للرحلة «أدباً» فإن لها «ذاكرة»، وذاكرة الرحلة خلافاً لأدبها، قد تضمحل وتبهت شيئاً فشيئاً مع توالي السنين. «الذاكرة» عُرضة للتلاشي التدريجي حتى بلوغ لحظة الانطفاء الأبدي والنسيان التام.

و«آفة التاريخ الرواية» كما يقولون، والتسليم المطلق بجدارة الرواية الشفهية على الصمود أمام طوفان الزمن ليس صحيحاً دائماً حتى بالنسبة لأولئك «المهمّشين» عبر التاريخ، وأولئك الذين يظنون بأن «الذاكرة المقموعة» قادرة على الصمود اعتماداً على انتقالها ردحاً طويلاً عبر الأجيال، والصحيح أن جزءاً كبيراً من تيار الذكريات المتدفق يضعف كلما بعد عن نبعه ومصدره، والأهم أنه لا يعود صافياً كما كان؛ بل تختلط فيه الكثير من الشوائب والزوائد وتداخله الأساطير وتمتزج به المبالغات.

الكلمة المكتوبة قادرة على الصمود أمام وطأة الزمان، وبشعر جعفر الخطي (ت 1618م/ 1028هـ) خلُدت سمكة «السُّبَيطيَّة» من القرن العاشر التي شجّت وجنته وأسالت دماءه مِنْ وجهه وهو يخوض البحر بين «توبلي» و»البلاد القديم» مع ابنه حسان!

استمر في القراءة “الذاهبون… ولم يعودوا!”

الأعشاب البشرية

وسام السبع
قرأت في صفحة صديق على الفيسبوك أن أستاذه نصحه: «لا تبحث عن التقدير الاجتماعي». فأعجبتني النصيحة وشكرتُ الصديق الناقل. والعبارة أعلاه تشير إلى ما قد يقع فيه البعض منا من تداخل واضطراب بين الأهداف الشخصية، وما قد يلقاه من مجتمعه من تنكر للجهود أو جحود للمكانة. وهي نصيحة قيّمة، وتناسب مقاس المجتمعات الشرقية عموماً.

وقد تأملتُ في أحوال المجتمع والناس، ووجدتُ أنهم بين راغبٍ في العزلة الاجتماعية والانزواء عن الناس، وبين «منفتح» على المجتمع أقصى درجات الانفتاح إلى درجة الذوبان الذي قد تغيب معه الفواصل والحدود المفترضة بين الحياة الخاصة والشأن العام.

وكما أن هناك أفراداً «منعزلون» لا قيمة حقيقة لهم في الحياة، فإن هناك أيضاً أفراداً يعيشون في الهواء الطلق لكنهم ليسوا سوى «زيادة عدد» فاقد القيمة ضئيل الشأن.

استمر في القراءة “الأعشاب البشرية”

تتمة آل أبي شبانة

IMG_٢٠١٦٠١٢٧_٠٠١١٥٢

وسام السبع

وقع في يدي، مطبوعاً ومحققاً هذه المرة، كتاب «تتمة أمل الآمل في علماء جبل عامل» لمحمد بن السيد علي بن أبي شبانة البحراني (ت حوالى 1760م/ 1173هـ). وهذا الرجل من أعلام القرن الثامن عشر الميلادي (الثاني عشر الهجري)، والكتاب كما يتضح من عنوانه هو ذيل واستدراك لكتاب الحر العاملي، محمد بن الحسن (ت 1693م/ 1104هـ) في كتابه المعروف، والذي ضم جزأين، الأول خصّصه في الترجمة لعلماء جبل عامل (جنوب لبنان)، والثاني في علماء سائر الأقطار في العالم الإسلامي ممن بلغته معرفتهم أو أتاحت الظروف له أن يلتقيهم بشكلٍ مباشرٍ.

وكنا في هذه الزاوية قد استعرضنا قبل مدّة أهمية كتاب الحر العاملي في مقالة بعنوان «الحر العاملي وتراث علماء البحرين»، وما يعنيني الآن الإشارة إلى أهمية هذا السفر القيّم لآل أبي شبانة، والذي أعدّه وحقّقه صاحب الهمّة العالية والحب الكبير لتراث البحرين العلمي السيد محمود الغريفي مؤسس ورئيس «دار حفظ تراث البحرين» في المهجر، وهذه الدار الفتية تمكّنت حتى الآن من إصدار 85 عملاً متفاوتاً في الحجم والأهمية، وما كان لهذه الأعمال التراثية والعلمية أن تتم لولا الجهود الاستثنائية والاندفاع الكبير الذي يتحلّى به السيد الغريفي برغم تواضع الإمكانات المادية والظروف الصعبة التي يعيشها المغترب في العادة بعيداً عن وطنه، خصوصاً في الغرب الأوروبي.

استمر في القراءة “تتمة آل أبي شبانة”

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑