وسام السبع
يأتي الخبر الذي تصدر عناوين إحدى الصحف المحلية بعنوان “صلاحيات خاصة لإحباط نشاط المخربين… منحهم بطاقات تخولهم حق توقيف المخربين حتى تصل الشرطة” ليأخذ البلاد معه الى المجهول. وليمعن أكثر فأكثر في تعميق المأزق الطائفي والأمني الذي يتسع بمداه وعمقه في مجتمع صغير بمساحته الجغرافية، كبير بمشاكله وثري جداً بتاريخه السياسي المليء بالأزمات والحافل بالوعود والأحلام التي لم تتحقق.
أفهم كما فهم غيري، أن التدابير يقصد منها إرهاق المجتمع وإنهاك القوى السياسية، بمقارعة طواحين الهواء، وتدويخ الناس بملاحقة القضايا والمشاكل الجديدة التي يحملها لنا ضياء كل فجر جديد؛ وحتى ينشغل الناس بحماية المجتمع من نفسه، أو في الحد الأدنى تنشغل القوى السياسية بمقارعة قرارات “بلدية” جديدية، يجري تعويم القضايا والمشاكل السياسية الكبرى، في سياق استراتيجية التسويف و لخبطة الأوراق والتطنيش المستفز، وموائد حوار بدأت ولا يبدوأ أن لها نهاية، واللعب على الوقت على أمل أن يتعب المطالبون وتضمحل المطالب .
والحال، أن إطالة الأزمة السياسية تكبد البلاد خسارة فادحة من المال والعتاد، وتزيد من حالة تآكل “هييبة الدولة” في نفوس مواطنيها، ويقدم صورة حالكة ومستقبل قاتم عن البحرين، ناهيك عن أن تأجيل حسم الحل، يقدم مبرراً وجيهاً لسلامة مواقف قوى المعارضة في الداخل والخارج، وفي الوقت ذاته يمنحها وقتاً إضافياً لتطوير قدراتها الذاتية بما يمكنها من إيصال رسالتها للخارج بلغة يفهما الخارج، كما يعمل على تحصين التيارات المتباينة لقوى المعارضة ويوحدها أمام من تعده سياسياً “عدوها المشترك”.
استمر في القراءة “أصدقاء البلدية .. الانكشارية الجديدة”