وسام السبع
التجارب البرلمانية في العالم كلها مستمدة من التجربة البريطانية الذي تعد الاولى في هذا المضمار، ومؤسسة البرلمان وجدت أساساً لتنظيم المشاركة الشعبية لضمان حق الشعب في ضبط السلطة.
قبل ألف عام تقريباً كان الملوك النورمانيون في بريطانيا وأصلهم من فرنسا يعقدون ثلاثة اجتماعات في السنة لمناقشة القوانين التي يصدرها الملك، وما بين هذه الاجتماعات يعتمد الملك على عدد من وزراءه او معاونيه الذين يعينهم بنفسه، غير أن هؤلاء الذين كانوا يدعون ثلاث مرات في السنة وهم ملاك الاراضي من البارونات واللوردات وقساوسة ومحاربين فرضوا على الملك في العام 1215 أن يوقع على ما سمي بـ “الميثاق العظيم” الذي يعد أول وثيقة دستورية بريطانية نصت على عدم قيام الملك بفرض أي ضريبة قبل أن يحصل على موافقة المجلس. وفي احدى السنوات تقدم الاعضاء المجلس ببعض الشكاوى لتحسين الوضع في مقابل طلبات الملك المتزايدة بفرض الضرائب في ظل تلكؤه في الاستجابة لطلبات الاعضاء، وعندها وافق الملك أخيراً بالنظر جدياً في هذه المطالب اتفق الجميع على عقد اجتماع خاص سمي “البرلمان” واسم البرلمان مشتق من الكلمة (Parley) وأصلها فرنسي وتعني “المناقشة من أجل التوصل لاتفاق”. هكذا كانت البداية الحقيقية لدور البرلمان؛ فرض الضرائب والتشريعات في مقابل الاستجابة للشكاوى.