في محاضرة بمجلس المرحوم أمير بن رجب
أوضح الباحث وسام السبع على أهمية (الوثيقة المحلية) في كتابة تاريخ البحرين الاجتماعي والثقافي معتبراً أن كتب الاجازات العلمية والتراجم المنشورة والمخطوطات العلمية التي لم يقدّر لها أن تنشر حتى الساعة تتضمن الكثير من الاشارات والمعطيات التاريخية التي تنطوي على أهمية كبرى بالنسبة لاعادة تركيب وفهم تاريخنا الاجتماعي والسياسي والثقافي والديني.
وقال السبع في محاضرة له بمجلس أمير بن رجب مساء أمس الأول (الأربعاء 2 سبتمبر 2015) والتي حملت عنوان (دور الحوزات العلمية في القرنين السابع والثامن عشر الميلادي) أن الوثائق الأجنبية لاتقدم – رغم أهميتها – صورة موضوعية منصفة عن تاريخ البحرين، فعلاوة على اهتمام الأجانب (الغزاة والمستعمرون) بالأبعاد السياسية والاقتصادية واغفالهم النواحي الاجتماعية والثقافية والانسانية من حياة الشعوب التي يحكمون سيطرتهم عليها كقوى استعمارية؛ تكون وثائقهم في الأغلب محشوة بنظرة يشوبها الكثر من الانحياز والتعصب من هنا فإن الوثيقة المحلية تتمتع بمصداقيّة وأهمية أكبر”.
واستعرض السبع في محاضرته التي حضرها لفيف من الباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث البحرين الوضع السياسي المضطرب في المنطقة والبحرين خلال القرنين 17- 18 الميلاديين وأثر هذه الأوضاع وانعكاسها على الحالة التعليمية في الجزيرة الصغيرة، ثم استعرض تسعة أدوار نهضت بها الحوزة العلمية عصرئذٍ على رأسها التعليم والتأليف والترجمة والقيام بمهام إدارية أبرزها القيام بمهام القضاء الشرعي والافتاء، وقد قدم السبع شواهد تاريخية على هذ الأدوار التسعة التي استخلصها من كتب التراجم والإجازات العلمية.
وقد قدم الحضور وعلى رأسهم الدكتور سالم النويدري والدكتور محمد حميد السلمان والأستاذ جاسم آل عباس (صاحب موقع سنوات الجريش) والأستاذ يوسف مدن والأستاذ علي السلاطنه مداخلات معمقة وثرية أكدت في مجملها على أهمية استمرار حركة البحث العلمي في تاريخ البحرين والمسؤولية التي تقع على كاهل الباحثين في دراسة تاريخ البحرين دراسة موضوعية ومعمقة بهدف الوصول على نتائج جديدة تُقدم للباحثين والجيل الجديد من الشباب.
وقد كرم راعي المجلس الأستاذ ياسر بن رجب الباحث السبع في ختام الجلسة بدرع تذكاري في ختام الأمسية.
مدونة وسام السبع 