التيار السلفي .. تواضع التجربة وضجيجها

مجلس النواب البحريني.. الاصوات تتعالى

مجلس النواب البحريني.. الاصوات تتعالى

وسام السبع – الوسط البحرينية

يبدو أن التيار السلفي قد امتهن حرفة «تدوير الأزمات»، وبرع في فتح «الثغور الوهمية» في عملية «جهاد» افتراضي يقوده في الداخل ضد أعداء، إن لم يعثر عليهم «اخترعهم»، وإن عزّوا لجأ إلى اختيار معارك خارجية موضوعها «الدم السوري»، وشعارها تجهيز «غُزاة» في مشاريع الموت المرسلة كعربون محبةٍ وتضامنٍ إلى أشقائنا في الشام، التي تحوّلت على حين غرةٍ وبلا مقدمات، أهم بالنسبة للمسلمين من القدس وفلسطين! حسبما أفاد النائب عادل المعاودة بعد قدومه من رحلةٍ جهاديةٍ قصيرةٍ إلى الشام اطمأن فيها على المرابطين في الثغور!

هذه المرة من مجلس النواب، فقد حمل البريد الصادر من المجلس ضمن رسالة يوم السبت (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) خبراً لرئيس جمعية الأصالة الإسلامية (سلفية) عبدالحليم مراد، تهجم فيه بشكل سافر على الطائفة الشيعية في البحرين، واتهمها بشكل علني بـ «بث الكراهية» و»نشر الفوضى والإرهاب والحقد بين أبناء المجتمع الواحد». وهو تصريحٌ لا أعتقد أنه يخرج كثيراً عن الضوابط السائدة في الخطاب الصادر من «بيت الشعب» طيلة عمر الأزمة السياسية الحالية منذ فبراير/ شباط 2011، فالتطاول على هذه الطائفة هو سمة المرحلة والطريق الأقصر إلى الشهرة والحظوة خصوصاً بالنسبة للفاشلين سياسياً.

يقوم التيار السلفي على تاريخ طري ومرتبك وصدامي وحافل بالمواجهات، وهو إلى ذلك تيار سياسي مبتدئ، حيث لم يسجل للجماعة أي انخراط واضح في الشأن السياسي قبل تدشين ميثاق العمل الوطني واستئناف الحياة النيابية في فبراير 2001، وبالتالي فهي لم تشكل قوة فاعلة في الساحة السياسية البحرينية لكونها اعتزلت الحياة السياسية وركزت جهودها على إقامة المشاريع الخيرية في المجتمع، إضافةً إلى الدروس والأنشطة الوعظية. وقد جاء دخول الجماعة السلفية العمل السياسي وتحديداً دخول البرلمان من باب القاعدتين الفقهيتين «ارتكاب أخف المفسدتين لدرء أعظمهما» و»الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

استمر في القراءة “التيار السلفي .. تواضع التجربة وضجيجها”

أجراس الكنائس البحرينية

0,,17017505_401,00

وسام السبع – صحيفة الوسط البحرينية

مع انقضاء العام 2013 يكون قد مرّ 120 عاماً على وصول أول بعثة تبشيرية قادمة من نيويورك والمرسلة من قبل الكنيسة الاصلاحية البروتستانتية، والذين جاءوا إلى منطقتنا يبحثون عن أبناء إبراهيم، عاقدين العزم على تنصير العرب والعبيد المسلمين من سكان الجزيرة العربية والخليج وساحل أفريقيا.

في العام 1892 سيزرع المبشرون وتداً لهم بتأسيس الكنيسة الوطنية الإنجيلية في البحرين المعاصرة، فقد شد القسّ الأميركي صموئيل زويمر رحاله إلى البصرة في زيارةٍ لموانئ الخليج، واستمر في بحثه وتجواله حتى يناير/ كانون الثاني من العام 1892، وفي السابع من ديسمبر/ كانون الأول حتى أوائل يناير 1894 كانت البحرين محطته التي ستمثل نقطة ارتكاز لعمل البعثة التبشيرية الأميركية. فقد استقر العزم على اختيار البحرين موقعاً مفضلاً لبداية النشاط التبشيري في المنطقة، فقد كانت هذه الجزيرة حسب قوله «تـرحب بالأجانب»، كما أنها بلد عربي بعيد عن سلطة الأتراك، وهذه الميزة الأخيرة ترشّحها لتكون مركزاً مناسباً بعد تجربتهم مع السلطة العثمانية في البصرة.

استمر في القراءة “أجراس الكنائس البحرينية”

موسم الهجرة إلى كربلاء

karbala1932

وسام السبع – صحيفة الوسط البحرينية

دخل الناس هذه البلدة الطيبة من كل فجّ وسكنها البشر من كل بقعة وموضع، وهي أماني الزائرين في كل الأزمنة والأمكنة، يحيطون بمشهدها كما يحيط الجفن بالعين، ويعتصمون بحضرتها كما يعوذ الجسم بالقلب، وهي ملتقى القبائل المجيدة ومثابة البيوتات المعرقة.

أهمية كربلاء المدينة والتاريخ والرمز، تتضاعف في مواسم عاشوراء وذكرى الأربعين (العشرين من شهر صفر من كل عام)، يقصدها زوّار البحرين بالآلاف. ولعل أبرز من فتح عيني على تاريخ كربلاء هو إبن المدينة المؤرّخ الكبير سلمان هادي طعمة خلال مسيرته الطويلة والمستمرة في خدمة تراث مدينة كربلاء عبر العديد من المصنفات التي وثقت لأعلام وأدباء كربلاء وأعمالهم وآثارهم وبيوتاتها العلمية، غير أن اهتمامي بهذه المدينة غذّاه شغفي بتاريخ الهجرة البحرينية في نواحي الإقليم، ومنه ومن المصادر التي وقفت عليها، لاحظت تواجداً بحرينياً مهماً في مدينة كربلاء لم يدرس بشكلٍ واف.

باستمرار ظلت شبه الجزيرة العربية منبعاً يمد العراق منذ القدم بالقبائل، إذ كانت لقبائلها صلات بالعراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وبعد الفتح الإسلامي تدفقت على أرض السواد جموع القبائل من شبه الجزيرة واستوطنت الكوفة والبصرة وانتشرت منهما في أغلب ربوعه.

استمر في القراءة “موسم الهجرة إلى كربلاء”

موسم التلاحم والتراحم

الشعار الذي دشنته جمعية التوعية الاسلامية في البحرين لعاشوراء هذا العام
الشعار الذي دشنته جمعية التوعية الاسلامية في البحرين لعاشوراء هذا العام

وسام السبع – صحيفة الوسط

في منتصف الخمسينيات، كنت في زيارةٍ لبيت الإمام علي بن أبي طالب في الكوفة، وقد لاحظت مع مجموعةٍ مع الأصدقاء أن هناك امرأةً تبكي بكاءً مرّاً وتنشج بصوت مسموع بحيث كان جسدها يهتز بكامله. كانت تمشي بصعوبةٍ وهي تتوكّأ على كتف رجل كان بجانبها، وكان يلوح من لباسهما أنهما أغراب، فخشيتُ ومن معي أن يكونا قد تعرّضا لاعتداءٍ أو سلبٍ في الطريق إلى الكوفة، لاسيما أن المنطقة كانت موحشةً وقبضة الأمن وقتها كانت مرتخية. وعندما اقتربنا منهما سألناهما عمّا إذا كانا قد تعرّضا للأذى، فتحدّث الرجل الذي كان بجوارها وقال: أنا أمين الخولي وهذه زوجتي بنت الشاطئ… نحن بخير وكل ما هنالك أن زوجتي ما أن رأت المنزل الذي ضمّ الحسن والحسين سبطي رسول الله، وعاش فيه الإمام علي ابن أبي طالب حتى أجهشت بالبكاء… اتركوها حتى تهدأ لوحدها»!

جرت هذه الحادثة في خمسينيات القرن الماضي، ونقلها لي الشيخ جعفر المهاجر العاملي، من كبار علماء لبنان، عندما كان طالباً في الحوزة النجفية والذي رواها كشاهد عيان.

ومن المعروف أن عائشة عبد الرحمن المعروفة بـ «بنت الشاطئ» (ت 1998) مفكّرةٌ وكاتبةٌ مصرية، وباحثةٌ وأستاذةٌ جامعية، وهي أول امرأةٍ تحاضر في الأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر. وهي زوجة الأديب المصري الشيخ أمين الخولي (ت 1966). عندما سمعت الشيخ المهاجر يروي لي هذه الحادثة سرحت بعيداً ينتابني إحساس متضارب، بين سرورٍ بذلك الماضي الجميل، وحزنٍ وكآبةٍ بما نشهده اليوم من تنافرات طائفية زرعتها «الأيدي الأثيمة» لتتلقفها بعض الجماعات في مغامرات مضمّخة بالدم وفتاوى التكفير والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة.

استمر في القراءة “موسم التلاحم والتراحم”

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑