السبع : المرجعية الدينية جنبت العراق مزالق حروب أهلية .. والإعلام العربي يقود ضدها حملة “موجهة”

25-6-2014 (15)

المدونة – خاص

أوضح الكاتب الصحفي وسام السبع أن المرجعية الدينية في العراق ساهمت عبر تاريخها الطويل في الحدّ من غلواء الاحتراب الطائفي في العراق، واعتبر أن مواقفها الوطنية الداعية إلى استقلال العراق وإيمانها العميق بالوحدة الإسلامية فرض عليها اتخاذ مواقف مشرفة منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. وأشار إلى أن “مواقف المرجعية اليوم تأتي منسجمة مع هذا السجل الوطني المشرف في بلد أنهكته جراح أكثر من10 سنوات من الاستهداف الإرهابي المنظم من قبل الجماعات التكفيرية”.
واستعرض السبع في منتدى الأربعاء الأسبوعي في قرية دمستان مساء الأربعاء (25 يونيو/ حزيران 2014) مقاطع فاصلة من تاريخ المرجعية الدينية في العراق مؤكداً أن الإعلام العربي المرتهن لبعض الدول المتورطة بشكل سافر في دعم المجموعات والفصائل المسلحة في العراق “حاول عن عمد إساءة تفسير موقف المرجعية الدينية عقب سيطرة أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لبعض المدن والمناطق العراقية”.
وكان المرجع الأعلى السيد علي السيستاني قد أفتى الجمعة (13 يونيو/ حزيران 2014) بوجوب الجهاد الكفائي للتصدي للقوى التكفيرية الذي تنامى خطرها في العراق.
وأوضح السبع في محاضرة له حول (الدور الريادي للمرجعية الدينية في تاريخ العراق الحديث) إن الإعلام العربي يمارس أدوار خطيرة وخبيثة في تعبئة الرأي العام العربي ضد الشيعة وإعادة إنتاج كلاشيهات معتادة ضدهم. مؤكداً أن “خطاب التخوين والتجريم الذي يُسًوق له الإعلام العربي ضد مكون مذهبي مهم في العراق وخارجه هو محاولة رديئة وسمجة لإعادة إحياء خطاب الثمانينات السلفي الذي تبثه وترعاه بعض دول المنطقة ضد التشيع والشيعة في سياق محاولاتها المستميتة لتطويق تأثيرات حدث الثورة الإسلامية في إيران، عندما راحت المطابع الحكومية تنشط في مواجهة الخطر “المجوسي” والتحذير من “عقائده الباطلة” مستغلة وفرة مداخيلها النفطية الهائلة”.
وأوضح السبع بأن :”استهداف المرجعية والتشكيك في نزاهتها وسلامة مواقفها الوطنية يعتبر حلقة من حلقات هذا الاستهداف الهادف لتمزيق الأمة العربية والاسلامية وتفتيت كل مظاهر التضامن الاسلامي بينها وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد”.
وأكد السبع :”إن المرجعية الدينية التي كانت أحرص على دماء العراقيين من أي طرف سياسي في العراق وخارجه، والتي كانت ولا تزال طوق النجاة وصمام الأمان والحصانة المنيعة ضد انفلات الوضع الملتهب في بغداد منذ أبريل /نيسان 2003.
واستعرض السبع أبرز المحطات التي كان للمرجعية فيها دور حاسم من تاريخ العراق مشيراً إلى موقف الميرزا محمد حسن الشيرازي (ت 1897) صاحب فتوى الدخان المشهورة التي “قوّض بها كيان الاستعمار البريطاني ووجوده في إيران والمنطقة؛ مروراً بموقف المرجعية المشرف ضد الاستعمار الايطالي وغزوه ليبيا، إلى الاحتلال الروسي لإيران العام 1911؛ إلى استجابة العلماء وطلبة العلوم الدينية وأبناء العشائر وعموم الشعب العراقي للفتوى التي أصدرتها المرجعية العليا في حينه للجهاد عندما نزل الانجليز في العام 1914 أرض العراق التي كانت وقتها تحت الحكم العثماني (السنّي)، إضافة إلى الدور الكبير للعلماء والمجتهدين في النجف وكربلاء في إشعال فتيل ضد الوجود البريطاني في العراق في صورة النجف 1918 وثورة العشرين الكبرى 1920”.
وأردف: “لقد كان إسهام المجتهدين الشيعة في الجهاد الليبي يعني في الواقع مناصرتهم للدفاع عن بلد سني، وعن الوحدة العربية وحتى العثمانية ضد الخطر المتجسد في الاستعمار الغربي. إلا أن أهم حلقة في هذا التطور كانت العام 1914 عندما أعلن المجتهدون في النجف وكربلاء الجهاد، ونظموا قوات الدفاع عن العراق ضد الانجليز، وبذلك أعربوا مرةً أخرى عن تفضيلهم لحكم «السُنّة» على حكم الانجليز”.

25-6-2014 (7) 25-6-2014 (2) 25-6-2014 (9)

رأي واحد حول “السبع : المرجعية الدينية جنبت العراق مزالق حروب أهلية .. والإعلام العربي يقود ضدها حملة “موجهة”

اضافة لك

أضف تعليق

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑